اسكريبت بقلم هند حارس 1

"لون الخمار اللي كنتي لابساه انهاردة مش لايق على بشرتك، ابقي فكري تلبسي حاجة تفتحك"
قرأت الرسالة دي وفضلت باصة شوية، يعني اي ؟
الرسالة دي كانت من خطيبي، دكتور شاطر فاتح عيادة وعنده شقة، عينه خضراء وشبه الاجانب تقريبًا، حافظ القرآن وإمام مسجد، اي بنت تقريبًا تتمنى دا، هبقى محتاجة اي تاني ؟
بس دا كله هيفيد ب اي لو قليل الذوق ؟
على رأي المثل ياما ناس كتير لابسة بس جليلة الرباية
بعد شوية صمت قولت بلاش اتسرع يمكن التعبير اختلط عليه فكتبت بهدوء
"ايش تقصد ؟"
متأخرش في الرد ودي حاجة بحبها
"اي اللي مش مفهوم ؟ بشرتك قمحاوية ؟ اللون الغامق مش بيليق عليكي إنما الفاتح بيفتحها، فاكر أول مرة جيت اتقدملك كنتي لابسة لون مخليكي حلوة"
فضلت اقرأ واغمض عيني وافتحها بحاول اتجاهل العبط اللي قرأته دا وبعد ما خدت نفس عميق رديت بهدوء
" طب واي اللي
فضل شوية يكتب
" يعني اي ؟ بقولك حاجة تسمعيها، أنا مفروض هبقى جوزك يعني تسمعي الكلام بدون مجادلة يامحترمة"
مقدرتش اتحكم في ردودي لحد هنا وكتبتله
" الدبلة بتاعتك هتلاقيها مع ماما لما تيجي، تشرفت بمعرفتك يا فندم "
خلصت كتابة وعملت بلوك وروحت قولت لماما، طبعاً مفكتنيش وقالتالي كلام كتير، بس هعمل اي ؟ دي حياتي
وطبعاً الموقف دا مكانش الأول ولا الأخير، هو بيحاول دائماً يقلل مني ومن شكلي ومن تصرفاتي، حتى حفظي للقرآن مفروض بدل ما يقولي هحفظك وهنساعد بعض سوا، بيشترط عليا قبل ما نتجوز أكون خاتمة اللي باقي من حفظي!
شخص متعلمش من حفظه للقرآن غير مجرد الحفظ وترديد الكلمات ومعملش بأي كلمة من دينا الكريم.
مش هنكر إني أصلا وافقت عشان افتكرته شخص متدين حافظ للقرآن عامل به، أصل في الأول والآخر شكله
مش كل شخص عنده دين عنده اخلاق، في ناس فاكرة إن التدين مجرد حفظ القرآن والصلاة بس، نسيت إن حفظ القرآن يعني إنه يربي صاحبه ومعرفة سيرة الصحابة تزيد من زهدنا في الدنيا وتعلمنا التواضع
تاني يوم لاقيته طلب يشوفني، وأول ما طلعتله لقيته بيقولي بسخرية
" انتي مفروض تحمدي ربنا إني وافقت عليكي لأنك مهندسة وبتحفظي قرآن بس، غير كدا كنت خدت دكتورة وخدت واحدة خاتمة زيي على الأقل مش هتجادلني زيك"
ملقتش رد في دماغي غير الآية دي
"﴿فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ﴿١٥"
مش كل رزق... خير.
ومش كل نِعمة... رضا.
الخطوبة كانت اختبار، وإنت فشلت فيه فشل ذريع.
وإمام مسجد إيه اللي يتكلم بتكبر؟
وحافظ قرآن إيه اللي يشترط بدل ما يحتوي؟
وطبيب إيه اللي بيعالج المرضى بلسان
اتفضل... ومع السلامة.
عدى شهر من يوم ما فسخت الخطوبة، تقريبًا ما فاته يوم من غير ما اسمع الاسطوانة بتاعت الأمهات.
"ابقي قابليني لو لقيتي حد كويس زيه، دا كان هيعيشك ملكة، كنتي بترفضي قبل كدا عشان مبيصليش معرفش اي، دلوقتي تقوليلي أخلاقه؟ تصدقي ما في حد مترباش غيرك"
أمي لو لاقياني قدام باب جامع مش هتحبني كدا!
وأنا رايحة اشرب سمعتها بتتكلم في التليفون وبصراحة جذبني كلامها بعد ما رشقتني نظرة وكأني جرثومة، استنيت لما خلصت وسألتها بفضول
" مين دا اللي يرفضه ومش هقبل بيه ؟"
بصيتلي بنفس النظرة وهي بتقول بلا مبالاة.
" دا اوستاذ أحمد المحامي اللي مكتبه على الأول الشارع وقولت لأبوكي إنك مش موافقة وهيعدي عليه باليل"
بصيت بجهل وبعدين افتكرت ورديت بسرعة
" طب وفيها اي ؟ هو أنا رفضت ياستي ؟"
فضلت تبصلي شوية وبعدين لقيتها بتقولي بصوت
" يعني انتي ترفضي الدكتور والمهندس اللي زيك وهتقبلي بدا ؟"