ڤيلا الخواجة بقلم محمد عصمت

اوعى تتحرك من مكانك
اوعى تخرج برا المدرسة لحد ما اجيلك
تقعد في فصلك.. تحل الواجب لحد ما اوصل
وغيرها من النصايح اللي ماما كانت لازم تقولها لي كل يوم على مدار سنيني الدراسية لحد ما حفظتهم صم في الاول.. كنت بسمع الكلام بشكل مفيهوش نقاش ماما قالت اعمل دا.. يبقى الموضوع منتهي ولازم اعمله لحد ما كريم ظهر في حياتي..
كريم ظروفه هو كمان كانت شبه ظروفي والده ووالدته بيشتغلوا زي بابا وماما والده بيتاخر في الشغل زي بابا ووالدته هي اللي بتيجي تاخده من المدرسة بس للاسف.. كانت بتيجي بعد حوالي نص ساعة من ميعاد المرواح بس على الاقل دي نص ساعة انا ماما بتسيبني ساعة تقريبا قبل ما تيجي تاخدني..
طلبت منهم مرة يشتركوا لي في باص المدرسة عشان يوصلني البيت بدل ما بقعد في المدرسة مع كريم لوحدنا بعد المرواح او حتى ساعات بقعد لوحدي لو كريم مامته جت خدته بدري او غاب اصلا بس هي قالتلي مينفعش.. لان بمنتهى البساطة هي وبابا في الشغل فانا حتى لو الباص روحني هعمل ايه
حاولت اقنعهم ان قعدتي على سلم البيت ارحم ميت مرة من قعدتي في الفصل او في الحوش والمدرسة فاضية خصوصا يعني ان مدرستنا اساسا كانت مبني قديم واتحول لمدرسة موخرا بس هما عارفين ان باب الاسانسير بايظ وكانوا خايفين العب فيه او اقع من فوق..
وعلى الرغم
في يوم لاحظت ان كريم زهقان سالته مالك قالي انه زهق من المدرسة ومن لعب الكورة سالته لو يجب نقعد نذاكر او نحل الواجب سوا لحد ما ماما او مامته ييجوا قالي لا سالته امال يحب نعمل ايه
وساعتها قالي الجملة اللي غيرت حياتي كلها!
الواد بهاء اللي في ٥٤ بيقولي ان الدور التالت مقفول عشان مسكون!
سالته بمنتهى الغباء مسكون ازاي فيه ناس ساكنة فيه يعني
ضحك على سذاجتي وهو بيقول هو مسكون اه بس مش ناس يا صاحبي!
وطبعا كان لازم اساله يعني ايه
قعد على الدكة اللي ادامي وهو بيقول انت عارف ان المدرسة دي اصلا كانت فيلا بيقولوا بقى الفيلا دي بتاعة واحد خواجة.. اجنبي يعني وكان جاي هنا هربان من بلدهم يا صاحبي بيقولوا كمان انه كان قاتل كذا حد في بلدهم وجاي هنا هربان من البوليس بس ارواح الناس اللي قتلهم جت هنا اتحدت مع بعض وبقت كيان شرير قتله وفضل ساكن الفيلا مستني اي حد يدنس حرمته عشان ينتقم منه
سالته وانا مش فاهم يعني ايه يدنس حرمته دي
قالي
ساعتها كنا في حوش المدرسة بصيت للدور التالت وانا ببلع ريقي بصعوبة لمحت خيال اسود زي ما يكون خيال راجل رفيع واقف في الشباك شهقت بخوف وانا بشاور لفوق بس على ما كريم بص كان الخيال اختفى وسط الضل جوا الاوضة سالني فيه ايه
كنت هقوله بس بعدين رجعت قلت بلاش هيقول عليا مجنون ويمكن بقول لبقية المدرسة ويتريقوا عليا قلتله وانا باصص لفوق مفيش يا كريم مفيش
مامته جت بعد شوية خدته سالتني على ماما وقلتلها ان لسه ادامها حوالي نص ساعة تقريبا طلبت مني اسلم عليها وخدت كريم وسابتني في المدرسة لوحدي!
دخلت قعدت في الفصل بتاعي اخر فصل في الدور التاني جنب السلم اللي بيطلع ناحية الدور التالت السلم كان محطوط عليه شوية دكك قديمة فوق بعض عشان تمنع اي حد يطلع فوق حسيت بجسمي بيترعش بس حاولت اتماسك وانا بقول لنفسي ان كلها شوية وماما تيجي!
مع اننا كنا في الشتا بس فجاة درجة الحرارة قلت اوي لدرجة ان جسمي بدا يترعش من البرد في الاول.. فكرت الدنيا هتمطر بس لا.. السما كانت صافية والشمس طالعة عادي قعدت على التختة بحل الواجب في الاول سمعتها.. غلطت نفسي وقلت لا مش ممكن ضحكة شبه ضحكة كريم صاحبي بالظبط
شهقت وانا بهمس لنفسي كريم
وزي ما يكون سامعني.. رد عليا ايوا.. كريم تعالى نطلع الدور اللي فوق ولا خايف
قلتله بدهشة هو انت مش مشيت مع والدتك جيت تاني ليه
سمعت صوته بيهمس ماما نست حاجة في الشغل ورجعت تجيبها قلت اجي اقعد معاك.. تعالي بقى!
قلبي كان هيقف من الخوف جسمي كله بيترعش من البرد بصيت ناحية السلم كان فيه خيال بيتحرك وسط الضلمة وقبل ما اتحرك من مكاني سمعته بيقول بغضب هتيجي ولا هقول للمدرسة كلها انك خواف وجبان.. وانت عارف لو عرفوا انك جبان هيعملوا فيك ايه
كنت عارف.. مرة عرفوا ان محمد سليم بتاع ٣٥ بيخاف من الصراصير راحوا اشتروا صراصير بلاستيك وفضلوا يجروا وراه لحد ما وقع من فوق السلم ورجله اتكسرت قربت من السلم وشفت الضل بيتحرك طالع لفوق وصوت الهمس بيزيد وهو بيقول تعالى!
عديت من بين الحيطة والدكك وطلعت على السلم المترب ناحية الدور اللي فوق كان شبه بقية الادوار ممر طويل مليان اوض يمين وشمال اللي بقت دلوقتي فصول سالته بصوت بيترعش انت فين
سمعت صوت همس بيقول من ورايا انا هنا!
بصيت ورايا وقلبي