العزف على نياط القلوب بقلم اماني السيد

٣٥ ١٨٥٤ استغفر الله العظيم ابراهيم عايزك تكلم المحاسب وتخليه يزود النفقة بتاعت غاليه
انت بتتكلم جد يا رياض بس الفلوس اللى انت بتبعتها تكفى ولادك زيادة
انا عارف انها تكفى مصاريف ولادى بس غاليه صعبانه عليه أوى حاسس إن ظروفها صعبه وواضح جدا عليها
أولا انت مالك ومال ظروفها جوزها هو اللى مسئول عنها وطالما هى راضيه خلاص وغير كده انت عرفت منين
ولادى وحشونى اوى انت عارف مسموحلى اشوفهم كل اسبوعين بس وانا كل يومين بروح من بعيد اطمن عليهم بلاقى غاليه لابسه نفس اللبس هما طقمين تلاته وواضح انهم مهلوكين وانا واثق انها مش بتاخد فلوس من فلوس نفقه الولاد ليها عشان كده عايز ازود النفقه يمكن لما تلاقيها كتير تصرف منها
رياض انت بتحبها
دخل ذلك السؤال اللى قلب رياض أحيا به وجع داخل قلبه وعاد الندم يضربه بقوه
اجاب عليه بعينين دامعه
كلمه بحبها قليله عليها انا بعشقها
طيب ليه طلقتها طالما بتحبها كده
عشان انا مكنتش كده من سنه كنت إنسان سيء وصلتلها لمرحله صعب يتحملها أى إنسان مكنتش اعرف انى بحبها كده غير لما بعدت ومبقتش موجوده وذاد الوجع اضعاف لما اتجوزت غيرى
طيب وهى بتحبك
كانت بتحبنى بس اللى عملته فيها كفيل إنه يخليها تكرهه تشوفنى حاولت كتير بس اكلمها عشان اطلب منها السماح لكن للأسف مجرد سماع صوتى بتقفل الخط من غير حتى ماتدينى فرصه اقولها أنا عايز ايه
طيب جوزها ده وضعه ايه
ده ابن عمها معرفش حاجه اكتر من كده ومعرفش علاقتهم عامله ازاى بس بشوف حزن كبير فى عنيها مش زى زمان
عارف زمان لما كانت بتنزل تشترى حاجه مع الولاد كنت تشوفها وهى ماشبه جمبهم كأنها طفله وفرحانه بالحاجة اللى اشتروها
دلوقتي وانا مراقبها بلاقيها ساكته مش بتتكلم ويادوب بتبتسم على كلام الاولاد
طيب انت عملت ايه يوصلكم للحاله دى اكيد حاجه كبيره اوى
صمت رياض يتذكر ماضيه بخذى من نفسه ليتها تركته قبل أن يفعل بها ما فعل فى الماضى ليتها ضربته او اهانته او اخذت حقها منه
لما كانت ضعيفه بتلك الطريقة وعندما اخذت القرار ابتعدت بدون امل
هل كانت تخطت للانتقام منى بتلك الطريقة البشعه ببعدها عنى
اشار رياض
لابراهيم بالخروج وظل يسترجع زكرياته معها ويبكى ندما
فى مكان اخر كانت تجلس بالشرفه عيناها مثبته فى الفراغ كطير حزين قام صائده بقص ريشه وتركه فى وسط غابه لا يعلم أين يذهب
قاطع شرودها صوت ابنها وهو يسألها عن الطعام
ماما ماما انا جعان
حاضر تعالى معايا
هو انكل عيسى هيودينا لبابا يوم الجمعه
مش عارفه هتصل واساله انت باباك وحشك وعايز تشوفه
أه وحشنى اوى اوى على فكره بابا اتغير اوى يا ماما مش بيزعقلنا خالص بالعكس اى حاجه نطلبها منه بيجبهالنا على طول وبيسالنا عليكى كتير
بص يا حبيبي أنا مش عايزه اعرف بيسأل عنى يقول ايه زى ما انا مش بسأل عنه
عشان كده لو سالك عنى قوله معرفش حاجه ولو سمحت نتكلم عنى انا واخويا بس وهو هيفهم على طول ومش هيسال عن حاجه تخصنى
حاضر يا ماما اتصلى بقى على انكل عيسى شوفى هيودينا امته
حاضر نادى اخوك ياكل معاك على ما اتصل بيه
قامت غاليه بالاتصال على عيسى الذى اغلق عليها الخط بمجرد ما رأى رقمها اتى ىاليها ابنائها يسألوها عن رده لكنها اعتذرت لهم
عمو مشغول يا حبيبي لما يفضى هيتصل بينا اتفقنا
كان عيسى يجلس فى احدى الكافيهات ومعه فتاه جميله حزنت تلك الفتاه من تصرفه
ليه يا ابراهيم قفلت التليفزن
دى غاليه يا يا ليلى
طيب ماترد عليها يمكن عايزاك فى حاجة مهمه
تروح لعمها
دى مراتك ومن حقها إنك ترد عليها
مش مراتى انا مش معترف بيها كزوجه انتى نسيتى اتجوزنا إزاى لو نسيتى افكرك
بس ده مايمنعش انها مراتك
انتى ليه مصممه تستفزينى وتقولى مراتك
نسيتى لما بابا كان موافق على جوازنا وانا اتصلت بأهلك واخدت معاد وبعدها حصل اللى حصل واجبرنى اتجوزها
دانا حاولت انه يغير قراره رفض وروحتلها لحد عندها عشان ترفض هى لكن هى مرفضتش وقبلت تتجوزنى
كنت صريح معاها وقولتلها انى مبحبهاش وانى بحب وهخطب واحده تانيه لكن هى عملت نفسها مش سمعانى
عارفه خلتنى احس بإيه
حسسونى انى مره ست بتتجوز غصب عنها وقتها ابويا وقفلى وهددنى وقالى انه هيجيى لبوكى ويقوله كلام كدب ويعرفه انه مش موافق على جوازنا فاكره كان بيهددنى ازاى
كان ضاغط عليا زى العيل الصغير اللى اخد منه مصروفه
بسببها انا كنت بعيط زى الطفل الصغير اللى لا حول له ولا قوه
عايزانى اعاملها ازاى بعد كده تفتكرى ممكن اتقبلها كزوجه ولما تتصل بيا ارد عليها
باباك تفكيره قديم للاسف وشايف انها بنت اخوه وطلاقها هيسببلكم العار
هما الاتنين مش بابا بس كان ممكن ترفض وتبعد لكن هى لا كملت
يمكن ليها اسبابها وخلاص اللى عدى عدى وأحنا هنتجوز وبابا فهم الوضع وماعندوش مشكله
فى حاجات وضغط بيحصل للواحد ومواقف من اللى قدامه صعب يتخطاها بسهوله هى شاركت أنى اتأذى نفسيا يبقى تستحمل
طيب خلاص اهدى
مر اليوم وذهب ابراهيم لمنزله ودخل مباشره لغرفته المنفصله عنهم فهو يعتبر زواجه منها أمر مؤقت ولن يوقف حياته لاجلها هو يعلم مدى الظلم الذى تعرضت له وتعاطف معها وساعدها لكنه يرى أنها استغلت تعاطفه معها وجعلت والده يطلب منه أن يتزوجها من وقتها اصبح لا يتعامل معها إلا فى اضيق الحدود
قام عيسى بتبديل ملابسه وبعدها بدقائق طرق عليه مالك وريان الباب
فتح لهم الباب واستقبلهم فى غرفته فهو يتعامل معهم بطريقة منفصله فهم ليس بيدهم شئ
خير يا شباب عاملين ايه
عمو هتودينا لبابا امته عشان وحشنا أوى
بصوا حبايبى انا مشغول اوى الفتره دى مامتكم هى اللى هتوديكم
بس انت عارف ماما استحاله توافق على كده
انا هتكلم معاها روحوا نادوها
دخل الاولاد لغرفه والدتهم وابلغوها بما قاله لها عيسى
ارتدت غاليه اسدالها وخرجت للصاله لتقابل عيسى
عيسى الولاد بلغونى انك مش هتوديهم لباباهم الاسبوع ده مافيش مشكله لو مشغول نأجله
وتأجليها ليه وبعدين هو انتى رايحه فى معاد غرامى انتى رايحه عشان يشوف ولاده فى الروئيه الشرعيه بتاعته يعنى هتكونى فى مكان عام وولادك معاكى ولو كلمك ماترديش عليه
طيب انت هتقبلها على نفسك
وعلى فكره انا خلاص بجهز شقتى وهتجوز فيها ونادرا لو جيت هنا تانى عشان كده بقى حاولى تحلى المشكلة دى بعيد عنى انا مبقتش فاضى
صمتت غاليه زلم تستطع الرد عليه فهى تعلم سوء ظنه بها وتعلم أن لديه كل الحق فيما يفعله معها ولكن ماذا ستفعل هى واذا منعت الاولاد من ابيهم سيلقوا اللوم عليها
دخلت لغرفتها وجلست تصلى وتدعوا الله أن يخرجها من ذلك الهم
ياترى حكايتها ايه
وايه هو الماضي اللى الكل بيهرب منه
البارت الاول
العزف على نياط القلوبظلت غاليه جالسه فى غرفتها تبكى ماذا ستفعل وكيف لها أن تقابله بعد ما حطم حياتها
ماذا لو اعتذرت للأولاد همست بها في الفراغ وكأنها تنتظر احد ان يجيبها . هل سيقبلون اعتذاري هل سيفهمون
ليتهم يعلمون فقط... ليتهم يرون الوحش الحقيقي خلف قناع الأب المثالي.
تحول الحب في قلبها إلى رماد الكراهية نارا خامدة تترك وراءها سوادا لا يمحى. كيف يمكن لقلب حمل كل هذا الود أن ينقلب هكذا كيف يمكن لشخص كان الأمان ذاته أن يصبح مصدر هذا الألم العميق
عادت دموعها للانهمار بغزارة
سمعت غاليه طرق على الباب فذهب مسرعه للمرحاض
وقامت لتغسل وجهها المتورم من البكاء فقد شعرت بالعجز والوحدة تلتفان حولها ككابوس خانق. كانت تقف على حافة الهاوية تتأرجح بين الرغبة
مين بيخبط
انا يا ماما ريان
ادخل يا حبيبى
ها هنروح لبابا امته
ينفع يا ريان نأجل مشوار بابا كام يوم يكون انكل عيسى فضى يوديكوا
لا مش موافق بابا وحشنى اوى وغير كده هياخدنا انا ومالك عشان يجبلنا اسكوتر جديد بالكهربا كان نفسنا فيه بس مالحقناش نجيبه
شعرت بالعجز من حديث ابنائها فهى مهما فعلت لم تستطع توفير تلك الرفاهيه التر يوفرها لهم ذلك الشخص
خلاص روح الاوضه بتاعتك وانا هتصرف
انا هخلى بابا يجبلى تليفون عشان مافضلش اتحايل عليكى كده
نظرت له غاليه ولم تتحدث فاليفعل ما يشاء
عادت مره اخرى وجلست شارده امام تبك الشرفه الصغيره فى غرفتها تتذكر سبب كراهيه عيسى لها
Flash back
عندما اذدادت مشاكها مع رياض وذاد عنفه معها لجأت لعمها كى يخلصها منه رفض عمها الطلاق فهو يراه وصمه عار فى عائلتهم
يا عمى ابوس ايدك خلصنى منه انا مش قادره استحمل تانى وخايفه الولاد يتعلموا منه وخايفه عليهم
ماعندناش طلاق فى العيله ولو صممتى على اللى فى دماغك هتبقى انتى الخسرانه الوحيده
تدخل عيسى محاولا أن يقنع والده
يا بابا انا حاولت اتكلم معاه عشر دقايق ماستحملتش مبالك هى معشراه بقالها خمس سنين
طيب بلاش كده المصالح اللى كانت بينا خلصت خلاص يعنى مش هنحتجله تانى فلزمتها ايه بقى تكمل مع واحد زيه
بص انت وهى انا قولت الى عندى ومش هعيده وانتى بلاش تبقى مره ست خرعه كده انشفى قدامه ولا هو ماسك عليكى حاجه مانتى لو ست عدله مكنش عمل معاكى كده انما انتى خايبه روحى شوفى الستات اللى جوزك بيصرف عليهم وماشى معاهم عاملين ازاى واعملى زيهم وحافظى على بيتك بدل ما تطلبى الطلاق مهو ليه حق صحيح يبص بره من منظرك ده انا مبقتش عارف اشوف وشك من كتر ماهو احمر من الزن مره نكد صحيح
قال حديثه وتركهم وذهب
جلست غاليه على أقرب مقعد واذداد البكاء
عجبك كده يا عيسى انا خلاص هموت نفسى انا زهقت من الحياه دى
ماتقوليش كده انتى عندك عيال محتاجينك وابوهم مش هيعملهم حاجه بصى انا جاتلى فكره انا هساعدك من ورا بابا انك تطلقى ونحطه قدام الامر الواقع
بجد يا عيسى
اه بجد ومش عايز منك أى حاجة غير انك تدعيلى اتجوز ليلى انتى عارفه انا بحبها اوى من ايام الجامعه ومصدقت بابا وافق اتجوزها الجيش بتاعى هيخلص كمان ٦ شهور وبعدها اتقدملها رسمى انا بفرش بيتى من دلوقتي عشان لما اخرج نتجوز على طول
ربنا يتمملك بخير يارب حافظ عليها يا عيسى الست بتبقى محتاجه
حاضر يا غاليه